الأحد، 23 فبراير 2014

من علامات الساعة علو البنيان على جبال مكة

من علامات الساعة
علو البنيان على جبال مكة




قال ابن أبي شيبة في «مصنفه»: حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، قال: كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو، فقال: كيف أنتم إذا هدمتم هذا البيت، فلم تدعوا حجرا على حجر؟ قالوا: ونحن على الإسلام؟ قال: ونحن على الإسلام. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يبنى أحسن ما كان، فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم، ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال، فاعلم أن الأمر قد أظلك(1).
ومعنى قوله: «بعجت كظائم»؛ أي: حفرت قنوات. ذكره ابن الأثير وابن منظور وغيرهما من أهل اللغة.
وأخرج نعيم بن حماد في «الفتن»: حدثنا جرير بن عبدالحميد عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمر، رضى الله عنهما: أنه رأى بنياناًَ على أبى قبيس، فقال: يا مجاهد، إذا رأيت بيوت مكة قد ظهرت على أخاشبها، وجرى الماء فى طرقها، فخذ حذرك(2).



وقال الأزرقي في «أخبار مكة»: حدثني جدي, عن مسلم بن خالد, عن ابن خيثم, عن يوسف بن ماهك، قال: كنت جالسًا مع عبدالله بن عمرو بن العاص في ناحية المسجد الحرام, إذ نظر إلى بيت مشرفٍ على أبي قبيس، فقال: أبيتٌ ذلك؟ فقلت: نعم. فقال: إذا رأيت بيوتها، يعني بذلك مكة، قد علت أخشبيها، وفجّرت بطونها أنهارًا، فقد أزفَ الأمر(3).
قال أبو الوليد الأزرقي: "قال جدي: لما بنى العباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، داره التي بمكة، على الصيارفة، حيال المسجد الحرام, أمر قوَّامه أن لا يرفعوها فيشرفوا بها على الكعبة، وأن يجعلوا أعلاها دون الكعبة، فتكون دونها؛ إعظامًا للكعبة أن تشرف عليها».
قال جدي: فلم تبق بمكة دارٌ لسلطان ولا غيره، حول المسجد الحرام، تشرف على الكعبة، إلا هدمَت، أو خربت، إلا هذه الدار, فإنها على حالها إلى اليوم"(4).



وجاء في كتاب « إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة»، تأليف حمود التويجري، بعد أن أورد الأحاديث المتقدمة، قوله: «وقد ظهر مصداق هذا الأثر والحديث قبله في زماننا، فعمرت مكة، وبنيت، واتسعت اتساعًا عظيمًا، وامتلأت بالسكان، وعلت بيوتها على أخشبيها، وأجريت مياه العيون في جميع نواحيها؛ فعلم من هذا أن الأمر قد أزف؛ أي: دنا قيام الساعة وقرب»(5).
اللهم اغفر لنا وللمسلمين.

الهوامش:
1-   ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تحقيق محمد عوامة، جـ3 (جدة: دار القبلة للثقافة الإسلامية، 1426هـ/ 2006م)، 698.
2-          المروزي، نعيم بن حماد، الفتن، تحقيق: سمير الزهيري (القاهرة: مكتبة التوحيد، 1412هـ)، 43.
3-   الأزرقي، محمد بن عبد الله, تاريخ مكة, تحقيق: رشدي الصالح ملحس, ط8, جـ1 (مكة المكرمة: مكتبة الثقافة, 1416هـ/1996م), 223.
4-           الأزرقي، جـ1، 223؛ ابن فهد، حسن القرى، 9.
5-   التويجري، حمود بن عبدالله، إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، (الرياض: د.ن، د.ت)، جـ2، 172.



محمد باذيب

الأربعاء، 19 فبراير 2014

النص الكامل للحوار الصحفي الذي أجري مع الأستاذ عبدالله محمد الحبشي




النص الكامل 
للحوار الصحفي الذي أجريَ
مع الأستاذ عبدالله محمد الحبشي




س1/ أستاذ عبدالله حبشي، اشتغلتم طويلا في ميدان التراث والتحقيق، وبخاصة التراث اليمني. نحن نعرف أن اليمن مستودع كبير للمخطوطات، وجزء كبير لم يفهرس، فلا يعرف عني شيء. هل ترون أملا في ظهور أجيال جديدة كفؤة لاستكمال مسيرة المحققين الحاليين، وهم قلة، وأنتم منهم؟.
ج1/ لقد غبت عن اليمن مدة طويلة، بعد أن تحول عملي إلى المجمع الثقافي في مدينة أبوظبي، ولم أعد أتابع الرسائل الجامعية الحديثة، والتحقيقات المعاصرة، الصادرة في اليمن، لكثرتها. وعندما كنت في صنعاء كانت تعرض علي الكثير منها، وقد لاحظتُ على عدد من تلك الرسائل اليمنية، وغيرها من رسائل غير اليمنيين الذين اعتنوا بالتراث اليمني، كمحقق كتاب (بغية المستفيد) لابن الديبع (ت 944هـ/ 1537م)، الذي ظلت طبعته رائجةً ومعتمدة مدة من الزمن، إلى أن قدِّر لي الحصولُ على الأصول الخطية للكتاب، فلما قابلتها بالنسخة المطبوعة تبين لي وجود فوارق كبيرة، عدا أنه لم يكن يحسن قراءة المخطوط في بعض مواضع، وتعليقاته تدل على ذلك. كتعليقه على كلمة (البردعان) بأنه مرض خطير! والصواب: أنها كلمة (البرتقال) كتبت مصحفة محرفة!. فلا هي مرض ولا هم يحزنون!. فهذه العينات، وغيرها كثير، لا سبيل إلى استقصائها، تجعلنا نحتاط في عمل المحققين المعاصرين، ولو كانت رسالة جامعية.
* * *
س2/  كتبتم عن اليمن في عصر بني رسول. وقد كان بنو رسول في الحجاز، وفي مكة المكرمة، بالذات، وكانت مكة على عهدهم في نشاط فكري، وعلماء الحرمين في ذلك العصر من الطبريين والنويريين وآل ابن فهد، وغيرهم. يملؤون الآفاق بإنتاجهم. ألا تعتقدون أن بعض مؤلفاتهم قد وصلت اليمن، واستودعت لدى خزائن العلماء فيها.
ج2/ في العصر الرسولي اختلطت أخبار اليمن بأخبار الحرمين الشريفين، ومعلوم أن دولة بني رسول كان لها الفضل في دعم المذهب السني، والتصدي للمذاهب الأخرى. والقارئ المتمعن في (الضوء اللامع) للسخاوي نزيل المدينة، أو (الدر الكمين) لابن فهد المكي، يلاحظ أن رحلة العلماء المكيين إلى اليمن كانت متواصلة، وكانت زبيد مسقط رؤوس عدد كبير من علماء بني ظهيرة، وغيرهم من الأسر المكية العريقة. وألف التقي الفاسي، مؤرخ مكة الشهير، كتاباً عنوانه (غاية السول في تاريخ بني رسول)، ولكنه مفقود للأسف. على أنه يمكن استخراج مادة تاريخية جيدة، في الموضوع ذاته، من كتبه الأخرى، كالعقد الثمين.
وعن وصول التراث المكي إلى اليمن، فهذا أمر لا شك فيه، وقد احتفظ الكثير من علماء حضرموت الذين درسوا في الحرمين الشريفين بعدد من مؤلفات شيوخهم، كما حمل القادمون من علماء الحرمين جزءا من تلك المؤلفات إلى اليمن في فترات زمنية مختلفة.
فعلى سبيل المثال، وقفت في مكتبة جدنا الثالث، العلامة السيد عيدروس بن عمر الحبشي، في بلدتنا (الغرفة) بحضرموت، على مجموع بخط جار الله ابن فهد، يضم عدداً من الرسائل، منها رسالة عن السيول الكبيرة التي سالت في البلد الحرام، ورسالة أخرى عن بني شيبة حجبة وسدنة الكعبة المشرفة، وغيرها من الرسائل القيمة، وكلها بخطه. وقد قمت بتحقيق بعض تلك الرسائل، ولكن حالت ظروف عن نشرها.
* * *
س 3 / مشكلة الباحثين أنهم يعانون الأمرين في الحصول على مصورات للمخطوطات التي يشتغلون عيلها، فما الصعوبات التي واجهتموها في هذا الصدد، عند التعامل مع المكتبات العربية عامة، واليمنية خاصة، للحصول على صور  المخطوطات التي تدرسونها؟.
ج3/ هذا السؤال حقه أن يقدم قبل سنوات، أما اليوم ومع انتشار الإنترنت، وانخراط الكثير من الباحثين في صفوف المستخدمين والمتابعين، فإنه لا يبقى لهذا السؤال كبير داع. نعم، توجد نسخ من مخطوطات نادرة في مكتبات خاصة لم تصلها أيدي المفهرسين بعد، ولكنها ذات نسبة قليلة أمام ما تم نشره ورفعه في المواقع المختصة بالمخطوطات على شبكة الإنترنت.
* * *
س4/ كان للألمان والغربيين دور في العناية بالتراث اليمني المخطوط، كيف تقارنون دور الأوربيين مع دور مؤسسات التراث العربي، كالجامعة العربية وغيرها؟.
ج4/ يجب أن نعيد الفضل في الفهرسة والتعرف على المخطوطات اليمنية إلى المستشرق جريفني، الذي قام بفهرسة مكتبة الأمبروزيانا بميلان، وهي مكتبة شاملة كاملة، تضم المخطوطات اليمنية التي اشتريت أوائل القرن العشرين، من صنعاء. وقد ضمت مجموعة كبيرة من الكتب. وهو فهرسٌ شامل كبقية الفهارس التي أخرجها المستشرقون، سنة 1909م. فهذا يبدو لي أنه رائد المخطوطات اليمنية الأول، بحسب فهرسه هذا وتاريخ نشره.
يتلو ذلك المستشرق آلوارد، في كتابه فهرس مكتبة برلين، كان أخذها المستشرق جلازا من صنعاء، وهربها إلى ألمانيا.
أما المفهرسون العرب، فكان رائدهم الأستاذ فؤاد سيد، رحمه الله، الذي أصدر قائمة بميكروفيلمات للمخطوطات التي صورتها بعثات الجامعة العربية إلى اليمن، منها بعثتان إلى الشمال في سنتي 1948م، و1952م برئاسة خليل يحيى نامي. وبعثة إلى حضرموت سنة 1974م.
كما كانت لليمنيين مشاركة في إعداد فهارس لبعض المكتبات، كان أولها كتاب (فهرست كتب الخزانة المتوكلية العامة بجامع صنعاء)، وضعه القاضي محمد بن أحمد الحجري، وقد طبع هذا الفهرس في مدينة صنعاء، وهو من نوادر المطبوعات اليمنية، صدر عام 1361هـ/ 1941م.
كما صدر فهرس خاص بمخطوطات القسم الغربي من مكتبة الجامع الكبير بصنعاء، عملت على وضعه لجنة ارسلت من دولة الكويت سنة 1970م، تقريباً. وهو مطبوع أيضاً.
ثم أصدرتُ بالتعاون مع الأستاذ أحمد عبدالرزاق الرقيحي فهارس مكتبة الجامع الكبير بصنعاء، في 4 مجلدات، وهو إعادة إخراج وترتيب لمحتوى فهرس القاضي الحجري، بتطبيق القواعد المتبعة في الفهرسة، حيث كان القاضي الحجري اكتفى في فهرسه بذكر اسم الكتاب ومؤلفه فقط، ولم يعدّ أوراق الكتاب ويذكر اسم ناسخه وتاريخ النسخ، وغير ذلك من متطلبات صنعة الفهرسة المتعارف عليها.
وأكرر القول بأن لهم قصب السبق في الفهرسة والتبويب، ونشر المخطوطات وفق قواعد التحقيق المتعارف عليها، على الرغم من العيوب الكبيرة في مناهجهم الفكرية التي يدسون فيها السم في العسل، وينشرون عن الإسلام أفكاراً مشوهة مغلوطة.
* * *
س5/ كتابكم عن الرحالة اليمنيين يلم بطرف بسيط، ألا تنوون استكماله بأعمال لاحقة؟.
ج5/ نعم، هناك نية لإعادة إخراجه بشكل جديد. كما أن هذا الكتاب من الكتب وثيقة الصلة بمكة المكرمة، وهناك العديد من الرحلات المهمة التي توثق تاريخ الحرمين الشريفين، بل وتاريخ جدة، مثل (بلغة المرام) ليحيى بن إسماعيل ابن المطهر، ومن هنا فإن أهميته تتزايد كونه يتصل بتاريخ الحرمين الشريفين.
* * *
س6/ ما يجمع اليمن والمملكة العربية السعودية تراثيا، وتاريخيا، وجغرافياً، حقائق كثيرة، تؤكدها الدراسات التاريخية، فكيف ترون مستقبل هذه العلاقة؟
س7/ الحرمان الشريفان كانا نقطة تواصل بين العلماء، تجمع بين العالم المكي والمدني، وبين علماء الأصقاع، لا تعيقهم الحدود، ولا الأعراق، فما تعليقكم على ذلك؟
ج 6 و7/ أحسن كتاب يصور لنا عمق الصلات التاريخية بين البلدين هو كتاب (الضوء اللامع)، ولقد أطنب السخاوي في تراجم أعلام كتابه، وقل أن يترجم لعلم إلا ويذكر رحلاته وأسفاره، ولاشك أن الحرمين الشريفين يحوزان قصب السبق في كثرة الواردين عليهما من شتى النواحي والأقطار.
أما مستقبل العلاقة فهي إلى نماء وتطور فيما يخدم مصالح البلدين الشقيقين، ولاشك أن من صالح المنطقة أرضاً وإنساناً أن يكون هناك تكامل وتعاون مشترك، فالدين والعرق والجوار، والكثافة السكانية، مقومات لنهوض كبير في المنطقة، إذا أحسن الإنسان استثماره فيما يعود على الجميع بالخير والمنفعة. كما أن بلاد الحرمين الشريفين جمعت أطيافاً من الأعراق في تمازج وانسجام قل نظيره في العالم، وهذه صورة مشرقة لسماحة ديننا الإسلامي العظيم، الذي ألغى الفوارق بين البشر وصهرها في بوتقة الدين الواحد، وجمع الكل تحت لواء (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) صلى الله عليه وسلم.
* * *
س8/ كرمكم الأستاذ عبدالمقصود خوجة في إثنينيته، فما انطباعكم، خاصة في تفاعل الحضور مع أطروحاتكم الفكرية الثقافية؟.
ج8/ لقد كان تكريمنا من قبل الأستاذ عبدالمقصود ضمن مساهماته الطيبة بالاحتفاء بمن يظن فيهم الخير، وعسى أن أكون عند حسن ظنه، وإلا فلست أهلا لذلك، وكان التفاعل جيداً في الأمسية الثقافية التي صاحبت التكريم.
* * *
س9/ تولي المملكة العربية السعودية التاريخ الثقافي والحضاري للحرمين الشريفين والمدينتين المقدستين عناية خاصة، فماذا تقولون عنها؟
ج/ منذ نشأت المملكة وهمها الأول هو العناية بالحرمين الشريفين، فليس بدعاً أن نسمع كل يوم خبراً من هذه الأخبار السارة بالعناية التاريخية والحضارية للحرمين الشريفين وما يتصل بهما.
* * *
س10/ هناك أعمال أدبية وشعرية لشعراء من الحجاز في القرون الماضية، ضاعت أعمالهم، ولا نعرف عن توافر نسخ مخطوطة لها. فهل تضيئون شيئا من الحقيقة تجاهه، حفاظاً على الهوية الأدبية؟
ج10/ لحسن الحظ أن أكثر هذه الكتب لم يضع، فهناك ديوان كبير للعلامة عبدالعزيز الزمزمي المكي (ت 976هـ/ 1568م) توجد منه عدة نسخ، منها نسخ في المكتبة الأزهرية. ومنها: ديوان ابن العليف، شاعر البطحاء، يوجد في الأزهرية أيضاً، وأغلب مدائحه وأشعاره في المجتمع المكي.
ومنها: كتاب بعنوان (ديوان الرسائل)، لأديب مكي، اسمه محمد يعقوب، يقع في مجلد ضخم، منه نسخة في مكتبة جدنا العلامة عيدروس بن عمر الحبشي (ت 1314هـ/ 1896م) في بلدة الغرفة بوادي حضرموت، ونسخة أخرى في برلين.
وهذا الأديب له ترجمة في الأعلام للزركلي. وديوان رسائله هذا يضم تقاريظه على مؤلفات معاصريه، والرسائل المتبادلة بينه وبين أعلام عصره، فهو خزانة تاريخية مهمة.



وفي الرابط التالي تجدون الحوار منشورا في عكاظ (مختصرا)
http://www.okaz.com.sa/new/mobile/20140214/Con20140214677333.htm

 

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

مسجد الجن (من المساجد النبوية بمكة المكرمة) - بقلم د. محمد باذيب

مسجد الجن (من المساجد النبوية بمكة المكرمة)

مسجد الجن، من المساجد النبوية المأثورة في مكة المكرمة، ورد ذكره في روايات عديدة لحديث ليلة الجن، التي قابل فيها النبي r الجن، وقرأ عليهم سورة الجن، وبايعوه على الإسلام. أخرج الحاكم في (المستدرك على الصحيحين) بسنده إلى عبدالله بن مسعود، t، يقول: إن رسول الله r، قال لأصحابه وهو بمكة: "من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل"، فلم يحضر منهم أحد غيري فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خطَّ لي برجله خطاً، ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق، حتى قام فافتتح القرآن، فغشيته أسودة كثيرة، حالت بيني وبينه، حتى ما أسمع صوته، ثم انطلقوا، وطفقوا ينقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين، حتى بقي منهم رهط، وفرغ رسول الله r مع الفجر وانطلق فبرز، ثم أتاني فقال: "ما فعل الرهط؟"، فقلت: هم أولئك يا رسول الله، فأخذ عظماً وروثاً، فأعطاهم إياه زادا، ثم نهَى أن يستطيبَ أحدٌ بعظم أو بروث"(1).



وأخرج الفاكهي بسنده إلى عبدالله بن مسعود، t، قال: قال النبي r: " إني قد أمرت أن أتلو القرآن على الجن، فمن يذهب معي؟ " فسكتوا, ثم الثانية: فسكتوا, ثم الثالثة: فقال عبدالله بن مسعود t: أنا أذهب معك يا رسول الله. قال r: "أنت تذهب معي". فانطلق حتى إذا جاء r الحجون عند شعب أبي دبٍّ، خطّ علي خطاً، وقال: " لا تجاوزه ". ثم مضى r إلى الحجون فانحدروا عليه أمثال الحجل، يحدرون الحجارةَ بأقدامهم، يمشون، يقرعون في دفوفهم كما تقرع النسور في دفُوفها، يزولون في سواد الليل، حتى غشَوه ولا أراه(2). وفي رواية: فانطلق بي النبي r حتى إذا دخلت المسجد الذي عند حائط عوف خط علي خطا فأتاه نفر منهم فقال أصحابنا: كأنهم رجال الزط، وكأن وجوههم المكاكي(3).
وقد اشتهرت رواية ابن مسعود التي فيها ذكر الخط، مع أن روايات أخرى تفوقها في صحة السند، تخالف ذلك، ففي (صحيح مسلم) بسنده إلى عامر الشعبي، قال: سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله r ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلت: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله r ليلة الجن؟ قال: لا؛ ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه. إلى أن قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، الحديث(4).
البيهقي في (دلائل النبوة) جمع بين الروايات قائلا: "الأحاديث الصحاح تدل على أن عبدالله بن مسعود لم يكن مع النبي ليلة الجن، وإنما كان معه حين انطلق به وبغيره، ويريهم آثار الجنّ، وآثار نيرانهم"، ثم قال: "قلتُ يحتمل قوله في الحديث الصحيح: ما صحبه منا أحد، أرادَ به: في حال ذهابه لقراءة القرآن عليهم، إلا أن ما روي في هذا الحديث من إعلامه أصحابه بخروجه إليهم، يخالف ما روي في الحديث الصحيح من فقدانهم إياه"(5).
وهل نزلت سورة الجن في ذلك الموضع الذي في أعلى مكة؟ ذهب بعض المعاصرين إلى القول بأن سورة الجن نزلت في ذلك المسجد(6).  
ولكن هذا القول فيه نظر، فقد أخرج البخاري في (صحيحه) عن ابن عباس قال: انطلق رسول الله r في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين. فقالوا: مالكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. إلى أن قال: فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله r بنخلة، وهو عامد إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر. فلما سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين السماء. فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}[الجن: 1-2] وأنزل الله عز وجل على نبيه r: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}[الجن: 1]. هذا الحديث ذكره جمهور المفسرين من المتقدمين والمعاصرين، وجعلوه سبب نزولها، كالطبري، والبغوي، وابن العربي، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير، وابن عاشور(7).
قال البيهقي: "هذا الذي حكاه عبدالله بن عباس، إنما هو في أول ما سمعت الجن قراءة النبي r، وعلمت بحاله، وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم ولم يرهم، كما حكاه، ثم أتاه داعي الجن مرة أخرى فذهبَ معه، وقرأ عليهم القرآن، كما حكاه عبدالله بن مسعود، ورأى آثارهم، وآثار نيرانهم، والله أعلم"(8).
الفاكهي في (أخبار مكة) نقل عن ابن جريج، قوله: "ذكرتُ ذلك [أي: حديث ليلة الجن]، لعبدالعزيز بن عمر، فعرفه، فقال: هذا حديث مستفيض بالمدينة. أما الجن الذين لقوه r بنخلة فجن نينوى، وأما الجن الذي لقوه r بمكة فجن نصيبين"(9).
لمسجد الجن تسميات أخرى، مرادفة لاسمه الشهير الذي يعرف به، وردت في كثير من المصادر القديمة، وتناقلتها المراجع الحديثة المتأخرة.
مسجد الحرس؛ هي التسمية الثانية لمسجد الجن، قال الأزرقي: "وإنما سمي مسجد الحرس لأن صاحب الحرس، كان يطوف بمكة، حتى إذا انتهى إليه، وقف عنده، ولم يجزه حتى يتوافى عنده عرفاؤه وحرسه، يأتونه من شعب بني عامر، ومن ثنية المدنيين، فإذا توافوا عنده رجع منحدرًا إلى مكة"(10). وتكررت تسميته بمسجد الحرس في عدة مواضع عند الأزرقي والفاكهي(11).
علي بن عبدالقادر الطبري (ت 1070هـ/ 1660م) خالف بقية المؤرخين القدماء والمعاصرين، وذهب إلى أن مسجد الحرس غير مسجد الجن، فقال في (الأرج المسكي): "ومسجد يقال له مسجد الحرس، وقد ذكروه على يمين الصاعد إلى المعابدة من الخط المعهود، وعلى يساره من الخط الثاني، فهو ما بين الطريقين، وهو تحت الفرحانية الكبرى. تجتمع الناس حوله في آخر يومِ ثالث ذي الحجة الحرام، لصلاة المغرب. وله إمام معين. وإنما سمي مسجد الحرس لأن الحرس وهم العساسة، كانوا يبيتون فيه. ويقال: إن هذا المسجد هو محل الخط الذي خطه النبي r لعبدالله بن مسعود ليلة مبايعة الجن"(12).
الوصف السابق، قد يصدق على وصف مسجد الشجرة، الذي ذكره الفاكهي في قوله: "مسجد الشجرة، بأعلى مكة، في دبر دار منارة البيضاء التي عند سفح الجبل، مقابل الحجون بحذاء مسجد الحرس"(13). فهذا المسجد، مسجد الشجرة كان، ولا يزال، محاذياً لمسجد الحرس الذي هو مسجد الجن، فيبدو أنه ظل قائماً إلى زمن الطبري، ثم أزيل بعد ذلك. حسبما ذكره المتأخرون. فقد نقل عاتق البلادي، عن ابن ظهيرة قوله عن مسجد الشجرة: "إنه قد اندثر"(14).
كما جاء في تعليق كتب على حاشية النسخة الخطية من كتاب (الأرج المسكي): أن مسجد الحرس ملاصق لمسجد الجن. ولكن محمد بن صالح الطاسان، محقق كتاب (الأرج المسكي) استدرك على ذلك التعليق بقوله: "الصحيح مقابل مسجد الجن، وقد أزيل هذا المسجد"(15)، فهو بهذا يوافق كلام ابن ظهيرة.
مسجد البيعة؛ هو ثالث الأسماء التي تطلق على مسجد الجن، قال الأزرقي: "مسجد البيعة، الذي يقال له مسجد الحرس"(16)، وعلل التسمية في موضع آخر بقوله: "يقال: إن الجنَّ بايعوا رسول الله r في ذلك الموضع"(17)، التسمية والتعليل ورد عند غير واحد من العلماء والرحالة والمؤرخين من قدماء ومعاصرين(18). ويجدر التنبيه إلى أن هناك مسجداً شهيراً في منطقة منى، يعرف بمسجد البيعة، وهو غير هذا المسجد.
مسجد الخط؛ هي التسمية الرابعة التي أطلقت على مسجد الجن، قال الأزرقي: "وهو فيما يقال له: موضع الخطِّ الذي خطَّ رسولُ الله r لابن مسعود ليلة استمع عليه الجن(19)، وتقدمت بعض الروايات التي ورد فيها ذكر الخطّ.
عاتق البلادي، المؤرخ والجغرافي المكي المعروف، بعد أن أورد التسميات الثلاث للمسجد، قال: "أقولُ: هذا المسجد لا يعرف اليوم إلا بمسجد الجن(20).
مسجد الجن يقع في أعلى مكة، بحسب ما اتفقت عليه عبارات المؤرخين(21). وحدد الأزرقي موقعه بأنه مقابل الحجون(22)، زاد الفاكهي: في طرف الحجون(23)، وزاد الأسدي: مقابل الحجون وأنت مصعد على يمينك(24). وفي مقابل جداره مقبرةُ المعلاة الملحقة ببطن الوادي، أي في مواجهة جبل الحجون، وفي طرفيه شارعان واسعان. عرض كل شارع 8 أقدام من الشمال إلى الجنوب، و11 قدما من الطرف الشرقي، و16 قدما من الطرف الغربي(25). والحَجون هو الجبل المشرف على مقابر المعلاة على يمين الصاعد من مكة إلى أعلاها، ومقبرة المعلاة، تكون بينه وبين جبل الصفا(26). وهو اليوم على مفترق طريق المسجد الحرام ومنى، وجسر الحجون، الذي يبعد عن مقبرة المعلاة بنحو 200 متر(27)، وريع الحجون غير بعيد من المسجد الحرام(28).
أتى على مسجد الجن حين من الدهر أصبح فيه نسياً منسياً، واندفنت معالمه تحت سطح الأرض بفعل عوامل الزمن، وطمرت الرمال والأتربة ذلك الأثر، واتخذ موضعه بستاناً ومزرعة، حوت أشجاراً كالنبق والريحان، عرفت، أواخر القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، باسم (الفرماوية) كما جاء في مطبوعة كتاب (الإعلام) لعبدالكريم القطبي (ت 1014هـ/ 1605م) نقلا عن عمه قطب الدين النهروالي (ت 988هـ/ 1580م)، تقول عبارته: "أظنه المسجد الذي تحت الموضع الذي يسمى الفرماوية، بينهما طريق ضيق"(29).
بعد ذلك بقرن من الزمان، وتحديداً في سنة 1112هـ/ 1700م، قام رجل من الموسرين، اسمه عمر إبراهيم بك، بعمارة مسجد الجن، فأحضر العمال والمهندسين والعلماء، وحفروا عن ذلك الموضع، كما جاء في وصف الطبري، حيث قال: "بادروا بقطع تلك الأشجار وتنظيف البقعة، ثم بني فيه مسجدٌ صغير على حدّه الأصلي، ووضعوا المحراب على ما كان عليه، وجعلوا على أعلى المسجد قبة. ثم بنو مسجد آخر على سطح المسجد المأثور مسجداً كبيراً بقبة عظيمة، وجعلوا في جانب القبة طاجنين ومحراباً، وسدوا القبة، وفتحو من أطراف القبة لأجل الماء، وجعلوا بجانبه جنينة لطيفة، بابها من داخل المسجد المذكور، وعمروا هذا المحل أحسن مسجد بأحسن بنيان(30).
استمر وضع المسجد على ذلك الوصف السابق، إلى العصر الحديث، فنجد أحمد زيني دحلان (ت 1304هـ/ 1886م]، كبير علماء البلد الحرام، وأحد مشاهير مؤرخيها، قد تحدث عن المسجد في (السالنامة الحجازية)، قائلاً: "والمأثور هو المحراب الذي بتخوم الأرض، الذي ينزل إليه بدرج، لا الذي فوقه"(31). وهو ما أكده اللواء صبري باشا، أمير الحج المصري، أواخر القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، بقوله: إن المسجد يقع تحت الأرض، واستطرد قائلا: "فالذين يتنهون من زيارة مقبرة المعلاة يعودون إلى ذلك المسجد لأداء ركعتين لتحية المسجد، يقع تحت مكان يقال له (فرهادية)، لا قبة له ولا مئذنة"(32).
وما سماه (فرهادية)، تقدم في نقل كلام المؤرخ القطبي أنه سماها (الفرماوية)، وجاء رسمها في مطبوعة (الأرج المسكي) للطبري (الفرحانية). فالظاهر أن اسم ذلك الموضع قد دخله التحريف والتصحيف.
صبري باشا نفى في كلامه السابق وجود قبة في مسجد الجن، لكن بقية المؤرخين من معاصريه يثبتون وجودها، كالمؤرخ ابن الصباغ المكي (ت 1321هـ/ 1903م) الذي ذهب إلى القول بأن القبة التي بنيت على المسجد القديم الذي تحت الأرض كانت قائمة إلى زمنه(33)، بل دام وجودها إلى سنة 1343هـ/ 1924م، وكانت قد هدمت في تلك السنة، بحسب مشاهدات محمد طاهر الكردي، الخطاط والمؤرخ المكي المعروف(34).
في سنة 1362هـ/ 1942م عمر مسجد الجن، حسب مشاهدات الكردي، الذي قال مستطردا إلى وصف المسجد الذي تحت الأرض: "رأينا المحراب القديم الذي كان في غرفة تحت الأرض، وهذه الغرفة صغيرة، وهي اليوم غير ظاهرة، للعمارة التي حصلت فوقها اليوم"(35).
ثم عمر مرة أخرى في سنة 1399هـ/ 1979م، وهي، بحسب وصف عاتق البلادي، عمارة بديعة، لبست جدران المسجد الخارجية بالحجر الممثّل الجميل(36).



ثم كانت العمارة الأخيرة، القائمة إلى وقتنا الحاضر، وقد تم الفراغ منها في سنة 1421هـ/ 2001م، كما هو مدون في حجر الرخام الذي عند باب المسجد، يراه الجميع.



الهوامش:
1- الحاكم، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، جـ2 (بيروت: دار الكتب العلمية، 1411هـ/ 1990م)، 547)، قال الذهبي: هو صحيح عند جماعة"؛ الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الأوسط، تحقيق: طارق عوض الله، جـ9 (القاهرة: دار الحرمين، 1415هـ/ 1995م)، 17؛ الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي، ط2، جـ10 (الموصل: مكتبة العلوم والحكم، 1404هـ/1995م)،   66؛  الفاكهي، محمد بن إسحاق، أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، ط 2، جـ3 (د.م: مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة، د.ت)، 392.
2-    الفاكهي، جـ3، 392.
3-    الفاكهي، جـ3، 392.
4- مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري، صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، جـ1 (بيروت: دار إحياء التراث العربي، د.ت)، 332.
5- البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تحقيق: عبدالمعطي قلعجي، ط2، جـ2 (بيروت: دار الكتب العلمية، 1423هـ/2002م)، 230.
6- الكتاني، محمد المنتصر بالله (ت 1417هـ/ 1997م)، تفسير المنتصر الكتاني، مفرغ من دروس صوتية، منشور على موقع المكتبة الشاملة الرقمية، تفسير سورة الجن.
7- مسلم، جـ4، 167؛ وينظر لمزيد فائدة: المزيني، خالد بن سليمان، المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة دراسة الأسباب رواية ودراية، جـ2 (الدمام: دار ابن الجوزي، 1427هـ/ 2006م)، 1046.
8-    البيهقي، جـ2، 227.
9-    الفاكهي، جـ3، 392.
10-      الأزرقي، محمد بن عبد الله, تاريخ مكة, تحقيق: رشدي الصالح ملحس, ط8, جـ2(مكة المكرمة: مكتبة الثقافة, 1416هـ/1996م),  193؛ الفاكهي، جـ3، 392.
11-      الأزرقي، جـ2، 153، و270؛ الفاكهي، جـ3، 60. . باشا، أيوب صبري، مرآة الحرمين الشريفين، ترجمة: ماجد مخلوف، وآخرين، جـ2 (القاهرة: دار الآفاق العربية، 1424هـ/2004م)، 886؛ معالم البلادي، عاتق بن غيث، معالم مكة التاريخية والأثرية، ط2 (مكة المكرمة: دار مكة للنشر والتوزيع، 1403هـ/1983م)، 268-269.
12-      الطبري، علي بن عبدالقادر، الأرج المسكي في التاريخ المكي، تحقيق: محمد بن صالح الطاسان، رسالة دكتوراة، جامعة أدنبره، بريطانيا، نسخة مصورة في أرشيف موسوعة مكة، 57.
13-                    الفاكهي، جـ4، 27.
14-                    البلادي، 274.
15-                    الطبري، 57.
16-                    الأزرقي، جـ2، 270.
17-      الأزرقي، جـ2، 193؛ ابن الصباغ، محمد بن أحمد، تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام والمشاعر العظام ومكة والحرم وولاتها الفخام، دراسة وتحقيق عبدالملك بن عبدالله بن دهيش، جـ1 (مكة المكرمة: طبعة خاصة، توزيع مكتبة الأسدي، 1424هـ/ 2004م)، 520.
18-      البكري، عبد الله بن عبد العزيز، المسالك والممالك, تحقيق: أدريان فان ليوفن و أندري فيري، جـ 1 (تونس: الدار العربية للكتاب, 1992 م),  402 الهروي، علي بن أبي بكر، الإشارات إلى معرفة الزيارات، (القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، 1423هـ/ 2003م)، 76؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن، تحقيق: مصطفى محمد حسين الذهبي، (القاهرة: دار الحديث، 1415هـ/ 1995م)،  345؛ الدياربكري، حسين بن محمد، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، جـ1 (بيروت: دار صادر، د.ت )، 305؛ البلادي، 268-269.
19-      الأزرقي، جـ2، 193؛ الفاكهي، جـ3، 392؛ ابن الجوزي، 345؛ ابن الصباغ، جـ1، 520؛ باشا، أيوب صبري، جـ2، 886؛ البلادي، 268-269.
20-                    البلادي، 268-269.
21-                    الأزرقي، جـ2، 193؛ الهروي، 76؛ ابن الجوزي، 345؛ الدياربكري، جـ1، 305.
22-                    الأزرقي، جـ2، 200-201.
23-                    الفاكهي، جـ3، 392.
24-      الأسدي، أحمد بن محمد، إخبار الكرام بأخبار البلد الحرام، تحقيق: الحافظ غلام مصطفى (القاهرة: دار الصحوة، 1405هـ/1985م)، 67؛ ابن الصباغ، جـ1، 520.
25-                    باشا، أيوب صبري، جـ2، 885.
26-                    باشا، أيوب صبري، جـ2، 885.
27-      أصغر قائدان، تاريخ آثار مكة والمدينة، ترجمة إبراهيم الخزرجي، (بيروت، دار النبلاء، 1420هـ/ 1999م)، 111.
28-                    البلادي، 268-269.
29-      القطبي، عبد الكريم بن محب الدين، إعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام، تعليق: أحمد محمد جمال وآخرين (الرياض: دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع، 1403هـ/1983م)، 166؛ الطبري، محمد بن علي، إتحاف فضلاء الزمن بتاريخ ولاية بني الحسن، تحقيق: محسن محمد حسن، جـ2 (القاهرة: دار الكتاب الجامعي، 1413هـ/1993م)، 223-224؛ غازي، عبد الله محمد، إفادة الأنام بذكر بلد الله الحرام، دراسة وتحقيق عبدالملك بن دهيش، جـ2 (مكة المكرمة: طبعة خاصة، 1430هـ/ 2009م، توزيع مكتبة الأسدي)، 39.
30-                    الطبري، إتحاف فضلاء الزمن، جـ2، 223-224؛ غازي، جـ2، 39.
31-                    غازي، جـ2، 39-40.
32-                    باشا، أيوب صبري، جـ2، 885.
33-                    ابن الصباغ، جـ1، 520.
34-      الكردي، محمد طاهر بن عبد القادر, التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم, إشراف: عبد الملك بن دهيش, ط3, جـ3 (مكة المكرمة: مكتبة الأسدي, 1425هـ/2004م), 320.
35-                    كردي، جـ3، 320.
36-                    البلادي، 268-269.



محمد باذيب